الشعور الوحيد المتبقي
شعور عدم القدرة على الشعور
هو وقوف على حافة الوجود، حيث لا شيء يناديك ولا شيء ينفرك، بل هو تلك المسافة الشاسعة بين الذات والعالم، مسافة لا تُقاس بالأميال، بل بصمت الفجوات التي تتسع بين ما كان وما لم يعد، إنه ليس فراغًا يمكن ملؤه، بل هو فراغ يملك حضوره الخاص، كأنه كيان صامت يعيش بداخلك، يراقبك وأنت تبحث عن معنى في العدم، فهو أشبه بمرآة أمامك، لكن صورتك لا تظهر فيها، فتسأل نفسك... هل أنا هنا حقًا؟ أم أنني ظلٌّ لفكرة لم تكتمل؟ في هذا الشعور، لا يوجد صراع واضح ولا راحة مطلقة، فقط حالة من الشكوك بين الممكن والمستحيل، بين الإدراك واللاوعي، وقد يبدو الأمر كأنك تسير في طريق لا ينتهي، محاط بجدران من زجاج، ترى كل شيء ولكنك لا تلمسه، فهي حالة تثير تساؤلات ولا تنتظر إجابات، تُجبرك على مواجهة الحقيقة المطلقة وهي أن الشعور بحد ذاته ليس غاية، بل وسيلة تكشف لنا هشاشة وجودنا أمام لامبالاة العالم.
#no_one